نصرالله : المقاومة في حالة صعود وعدوها في هبوط

قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يوم الأربعاء إن "المقاومة في حالة صعود في القوس الصعودي وعدوها في حالة هبوط في القوس النزولي"، مشيراً إلى أن "هذه الامة تجاوزت مرحلة الوعي المؤسس للانتصار ودخلت في مرحلة الوعي الذي يصنع الانتصار الفعلي كما فعلته 2000 و2006".



وأضاف نصرالله في كلمة له أمام المؤتمر الدائم لدعم المقاومة أنه "منذ سنوات هناك جهد أميركي غربي اسرائيلي يتقاطع مع بعض الجهد العربي الذي يحاول أن يختلق للأمة عدواً وهمياً ليحرفها عن العدو الحقيقي"، مشيراً إلى أن "المقاومة استطاعت ان تكرس وبوضوح ان اسرائيل هي العدو وأن المشروع الاسرائيلي المتبنى بالمطلق من أميركا هو العدو".

وتردد بعض الأوساط العربية ما تزعمه اسرائيل وتدعمه أمريكا حول الخطر الأيراني وخاصة في سعيها لامتلاك سلاح نووي، وتوصف تحالف حزب الله وإيران بالهلال الشيعي في المنطقة.

وأوضح نصرالله أن "صوت ايران اليوم هو الصوت الأعلى في وجه اسرائيل ومشروعها، وانه ما من احد يجرؤ أن يقف في الأمم المتحدة ويقول ما قاله نجاد في مؤتمر دوربان"، لافتاً إلى أن إيران "لم تتوانى في دعم الشعب الفلسطيني، وانها وفي الزمن الذي يُهدد فيه كل من يدعم فلسطين ويوصم بالإرهاب تقف في وضح النهار وتعترف أنها تفتخر بدعم فلسطين والشعب الفلسطيني".

وكان نجاد هاجم اسرائيل في كلمته أمام مؤتمر دوربان 2 الشهر الماضي واصفاً إياها بالعنصرية، ووقفت إيران إلى جانب الشعب الفلسطيني أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة وطالبت برفع الحصار عنه.

وحذر نصرالله من أن "المعركة الأخيرة التي يخوضها المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة هي معركة إحداث صراع عربي ايراني، وسني شيعي"، مشيراً إلى أنه "إن أفشلناه ستكون قد انتهت اسلحة الشيطنة والعقل الابليسي الأميركي-الصهيوني في المنطقة".

ورحب نصرالله "بالتصريحات الجيدة لبعض المسؤولين العرب عن أن الخطر هو النووي الاسرائيلي وليس الايراني"، لافتاً إلى " تهرب الحكومة الاسرائيلية من الاعتراف بحل الدولتين إلى الحديث عن النووي الإيراني، وان حكومة نتنياهو تعمل بمنطق العمل المشترك مع العرب لحل الموضوع الايراني ثم تكمل الموضوع الفلسطيني".

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى صرح مؤخراً أن الخطر الحقيقي يأتي من البرنامج النووي العسكري الإسرائيلي وليس الإيراني، وأن الأغلبية العظمى من العرب لا يرون إيران قضية أساسة.

وفي حديثه عن المقاومة وعوامل وأسس قيام حركة مقاومة واستمرارها، قال نصرالله إن "الوعي هو الشرط الأساسي والأول والأهم لوجود المقاومة والثورة والنهضة"، مشيراً إلى أن "معركة الوعي اليوم هي مواجهة مخطط الفتنة ومخطط اصطناع عدو وهمي وتضليل الناس عن العدو الحقيقي ودفع الناس الى معركة لا يستفيد منها الا العدو الصهيوني".

وأشار نصرالله إلى أن "أهم نتائج انتصار عام 2000، قيام انتفاضة الأقصى ،حرب تموز وسلوك غزة أنها أصابت الوعي الاسرائيلي في الصميم".

ولفت نصرالله إلى الانتصارات التي حققتها المقاومة والتي استطاعت من خلالها إسقاط مقولة الجيش الذي لا يقهر، قائلاً إن " هذا الشعب الموعود هزمته المقاومة، وأول هزيمة للاسرائيليين لم تكن في 25 أيار 2000 انما كانت في عامي 84و85 عندما اضطر الاسرائيليين أن ينسحبوا من بيروت والضاحية وبعض الجبل وصور والنبطية، تلك كانت الهزيمة الأولى التي أسست لانسحاب عام 2000 ".
وحول محاولة بعض وسائل الإعلام العربية من أن تخفف من هذا الانتصار، قال نصرالله إنه "ليس المهم ما تقوله هذه الوسائل بل المهم ما يجري على الضفة الثانية فيما خص وعي العدو وإعلامه"، مشيراً إلى أنه " بعد حرب تموز وصلوا الى تقييم يقول أن البث الحي لخطابات المقاومة التي يؤمنها الاعلام الاسرائيلي تؤثر ايجاباً لدى المقاومة عند الرأي العام الاسرائيلي وتفضحه وتؤدي الى كي وعيه، ولذلك من جملة عبر حرب تموز أنهم يتجنبون البث المباشر و يقومون باقتطاع كلمات وجمل بشكل يخدم العدو".

وعملت وسائل إعلام عربية على التقليل من شأن "الانتصار" الذي حققته المقاومة في تموز 2006 ، في الوقت الذي أقر به الجيش الاسرائيلي بهزيمته وبتأثير الحرب في إضعاف معنوياته وطالب بمحاسبة المسؤولين عنها.

ولفت نصرالله إلى عناصر القوة التي تمتلكها المقاومة والتي يجب التركيز عليها، موضحاً أن "قوة الحق، وقدرة المقاومة الفعلية على إثبات مصداقية الخط الذي تدعو إليه، إضافة إلى أن حركات المقاومة هم أبناء هذه الأرض والمنطقة، تشكل نقاط قوة لها".